سلمان- وفاء ملكي يجمع الخليج بحكمة وإنسانية

المؤلف: مساعد الخميس08.17.2025
سلمان- وفاء ملكي يجمع الخليج بحكمة وإنسانية

لم يغب الملك سلمان قط عن قلوب أبناء الخليج، الذين ظلوا على الدوام ينظرون إلى الرياض، منذ أن كان أميرها وقبل ذلك، باعتبارها الحضن الدافئ للعرب ومجمع أفئدتهم المتآلفة.

تحدث الكثيرون بإسهاب عن الجولة الخليجية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولكن القليل منهم فقط انتبهوا إلى رسائل التقدير والوفاء التي أرسلها ملك الوفاء والعرب وقائد المسلمين في ثنايا هذه الزيارة المباركة.

اللمحة الأولى تجلت في الصور الأبوية الحانية التي أضاء بها الملك سلمان وجوه أحفاد أخيه الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته، حينما وقف خلفهم خلال زيارته لمملكة البحرين مبتسماً وهم ينظرون إليه بمحبة غامرة وفرحة عارمة، يحتضنهم بنظراته الحنونة ويحيطهم بكفه الكريمة التي اعتادت الإمساك بسيف الحق بكل قوة، لكنها في الوقت ذاته لا تنسى أن تعطف على كل أبنائه حتى وإن تباعدت بينهم المسافات الجغرافية، وكأنه يبعث من خلالهم رسائل مفادها أن للقلب زوايا زاخرة بالإنسانية كما هي زاخرة بالحزم، ومليئة باللين والرحمة كما هي مليئة بالقوة والعزم، تمنح بسخاء ولا تمنع، تعطي بكرم ولا تبخل، تجمع الصفوف ولا تشتت الشمل.

اللمحة الثانية الجميلة كانت في صورة السيلفي المهيبة التي ظهر فيها شامخاً كقائد عظيم في ميدان العطاء والأمل، حين التقط صورة تذكارية مع طفلة سعودية في دولة قطر الشقيقة، والتي منّ الله عليها بالشفاء من مرض السرطان الخبيث، سيلفي ملكي تفاعلت معه جموع الخليجيين والعرب بتقدير بالغ، في لفتة إنسانية نادرة قلما نجدها في شخصيات قيادية على الصعيدين المحلي أو حتى الدولي.

أما اللمحة الثالثة فقد كانت هذه المرة في دولة الكويت الشقيقة، بلد الوفاء والطيبة والكرم، حيث لم ينسه بروتوكول الزيارة الرسمية عن التوجه لزيارة الشاعر الكويتي الكبير محمد الخس، الشاعر الذي وصفه الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، يرحمه الله، بالشاعر البستان لما يتميز به شعره من جمال وروعة.

زاره في منزله المتواضع قائد العرب والمسلمين، وكانت هذه اللقطة من الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود تكشف بوضوح أن الإنسانية هي القيمة الأسمى التي تسيطر على كل مشاعره ووجدانه، وأن هموم الوطن الكبيرة لم تطغ على قيمة الوفاء في تحركاته وزياراته، فمن يتذكر بإجلال وإكبار شاعرًا قال شعراً في الملك المؤسس يرحمه الله، لا يغيب عن قلبه طرفة عين أبداً مواطنيه الأوفياء.

أما اللقطة الأبرز على الإطلاق من الناحية الإنسانية فقد كانت في تجاوب الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في دولة الإمارات العربية المتحدة، حينما حضر احتفال القيادة والشعب الإماراتي الأصيل دون ارتداء البشت، وهي التفاتة كريمة ورسالة بليغة مفادها أن البيت واحد والشعب واحد، ورسالة كانت أبلغ وأكثر تأثيراً من كل الخطب السياسية الرنانة، التفاتة عميقة المعنى التقطها أهل الخليج بسرعة بديهية وأدخلت في قلوبهم اطمئناناً عميقاً على قوة وتماسك البيت الخليجي الواحد رغم كل المحاولات الدنيئة الساعية لتشتيت صفوفه وتفريق وحدته، فإذا بالملك سلمان بحنكته المعهودة وحكمته الرشيدة يئد هذه المحاولات في مهدها.

إن هذه الزيارة الهامة بكل المقاييس، والتي تعتبر الأهم في تاريخ منطقة الجزيرة العربية، حملت في طياتها رسائل قيمة لقائد عربي مسلم أصيل، وكانت مفعمة بدروس بروتوكولية جديدة سوف تدرس حتماً في كتب السياسة والعلاقات الدولية، حيث برزت لغة سليمانية فريدة من نوعها قادرة على إيصال الرسائل الهامة والمراد منها دون الحاجة إلى صخب أو ضجيج أو كثرة كلام.

مما لا يدع مجالا للشك، أبرزت هذه الزيارة خادم الحرمين الشريفين كشخصية قيادية مجددة لتاريخ هذه الأمة العريقة، وجامعة لجغرافيتها المترامية الأطراف في هذا الوقت العصيب الذي تمر فيه المنطقة بحالة من التيه والضياع لن يعيدها إلى بر الأمان سوى هذه الروح الوثابة من القيادة الحكيمة.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة